بلاغ: انطلاق عملية انتقاء وإدماج مجندي التجريدة الـ40 للخدمة العسكرية ابتداء من فاتح شتنبر المقبل
ما هي إلا أشهر قليلة على وضع اللبنات الأولى لإطار طلابي، في إطار تبادل الرؤى وفسح المجال لنقاش طلابي هادئ يحمل بين طياته الأمل في روح الشباب وتحدي المقولات المتكلة، حتى تشكلت ملامح إطار ثقافي متزن يؤسس لجيل جديد من الشباب يحمل هم البناء ويروم تصحيح الصورة النمطية السلبية التي التصقت بالأذهان خلال العشرين سنة الأخيرة حول استسلام الشباب وركونهم للمخدرات والمهلوسات وعزوفهم عن هموم الوطن ومشاغله الأساسية الحقيقية.
واهتدت خلية التأسيس المشكلة بداية من رباب عمامي، وهي طالبة بالسنة الثانية بكلية محمد السادس للحكامة، تخصص علوم سياسية، تمركز علاقات دولية واتخاد القرار، وأنس محسن، طالب بكلية الطب والصيدلة، شعبة الطب، السنة الخامسة، إلى تبني إسم متميز للنادي يجمع بين استحضار هاجس التوجه الديموقراطي، الذي يعتبر محركا أساسيا وعاملا يؤرق الشباب حبا في تكافئ الفرص ونيل فرصة للتعبير عن قدراته وملكاته، “ديمو”، والرغبة في خلق نقاش معمق يستمد جذوره من التفكير والتأمل “صوفيا”، دون إغفال ربط كل ذلك بكلمة “فبلادي”، للتأكيد على الانتماء والتعبير من الداخل وتملك الهواجس الشبابية. هذا قبل أن يقتنع مجموعة من الشباب، من مختلف المدارس والمعاهد والتخصصات، بأهداف النادي والانخراط الإيجابي في رسم ملامح إطار هادف يحركه البحث الجماعي عن الأمل في الغد، وتغيير الصورة السلبية المرتبطة بالانخراط في المشاريع المجتمعية وخدمة الصالح العام.
ورغم أن البدايات صادفت أجواء الصيف والعطلة والأسفار فإن النادي الشاب حمل على عاتقه مهمة وضع اللبنات، وإرساء قواعد العمل والبحث عن الطاقات التي بإمكانها الإسهام في خروج هذا الورش الثقافي الملتزم إلى حيز الوجود. وعلى سبيل المثال فقط فقد تطلب الاتفاق على هيكلة النادي وقتا ليس بالهين إذا أخدنا بعين الإعتبار اللجان المختصة ومهمة انتقاء أفرادها والاجتماعات التنسيقية والتشاورية بين أعضاء المكتب، ما تمخض عنه تعيين رؤساء 8 لجان أخدت على عاتقها مهمة تدبير الجوانب المالية والتواصلية واللوجيستيكية والقانونية…وفي ظرف لم يتجاوز 3 أشهر أصبح النادي يضم 50 عضوا نشطا، وما يناهز 700 عضوا من مختلف المشارب والتوجهات يوحدها شغف إدماج الشباب في الحياة السياسية والانخراط في الأوراش المهيكلة وزرع الأمل في المستقبل ومحاربة التطرف والإنزواء ومختلف أشكال الإقصاء الذاتي. وبالرغم من الوقت الذي استنفذته هاته الإجراءات الإدارية الروتينية فإن النادي عمل على القيام بمجموعة من الأنشطة التي كانت برمجتها تصطدم بالكثير من العراقيل والتي لم تثن المكتب المسير عن المضي قدما في تحقيقها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
• محاضرة حول كأس العالم 2030: تحدي وطني ورغبة جماعية،
• انخراط الشباب في الدبلوماسية المواطنة،
• المشاركة الفعلية في مهرجان أكدال الرياض الذي أقيم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، الملك محمد السادس، نصره الله وبتنظيم البرلماني الإدريسي البوزيدي،
• لقاء تواصلي حضوري مع الوزير الأول السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، السيد سعد الدين العثماني حول محاور تتعلق بالدبلوماسية المواطنة، المستقبل السياسي للشباب، علاقة الدين بالسياسة في تجربة الحزب…
• بعض الأنشطة بالتنسيق مع بعض الجمعيات المشتغلة في مجال إدماج الشباب كجمعية الشباب المغاربة بديجون كزيارة مجلس المستشارين…
• التهييئ لمشروع طموح تحت مسمى “البوصلة السياسية” في أفق انتخابات 2026، والذي يهدف إلى إطلاع الشباب على برامج الأحزاب السياسية في علاقتها بالنموذج التنموي الجديد، والذي ستتخلله مجموعة من الأنشطة كالزيارات الميدانية للأحزاب السياسية الكبرى والقيام باستمارات لسبر أغوار الميولات السياسية للشباب، والخروج بتقارير مفصلة وتقاسمها مع الأحزاب السياسية المعنية.
هذه في عجالة واختصار شديدين خلاصة اشتغال نادي ديموصوفيا فبلادي خلال 3 أشهر من التواجد بين وضع التصور وتهييئ الأرضية والأنشطة التواصلية وغيرها من الأنشطة الإدارية والروتينية…والتي نتمنى صادقين أن تكون بادرة، ضمن مشاريع أخرى، تفتح لها الأحضان بالنظر لهدفها النبيل الرامي لإعادة زرع الأمل في أوساط الشباب وغرس بذور المواطنة الحقة والعمل على أن يسير الجميع بنفس السرعة وأن نمتطي جميعا نفس المركب في إطار مشروع مجتمعي مندمج وهادف لتحقيق التنمية التي ينشدها الجميع.